تعرفت لأول مرة على مؤشر الداو جونز في عام 2017، عندما نصحني صديق بالدخول إلى سوق الفوركس وعقود الفروقات.
كانت هذه البداية، ولم أكن أدرك آنذاك مدى التعقيد والمخاطر التي يمكن أن يواجهها المتداول.
في البداية، كنت متحمسًا جدًا لفكرة الربح السريع والثراء من خلال التداول.
أذكر أول صفقة قمت بها على الداو جونز، حيث حققت أرباحًا خيالية بلغت 500% من رأس المال. شعرت حينها بأنني وجدت الطريق إلى الثراء، وهذا ما دفعني إلى المضي قدمًا.
كانت الصفقة الأولى نقطة تحول في مسيرتي كمتداول هذه الأرباح السريعة أثرت بشكل كبير على قراراتي المستقبلية، حيث رأيت في السوق فرصة ذهبية لتحقيق المزيد من الأرباح بسرعة وسهولة.
لذا قررت "استثمار" مبلغ أكبر لتحقيق مزيد من النجاح.
أودعت مبلغ 2500 دولار، وبعملية حسابية بسيطة توقعت أن أحقق 12500 دولار بناءً على تجربتي السابقة. كان اليوم الموعود هو يوم تحقيق الربح والبدء في عيش الحياة بالطريقة التي حلمت بها.
في ذلك التاريخ، كان الداو جونز في اتجاه صاعد وحقق قممًا تاريخية جاءت الفرصة لبيع القمة القادمة عند 23620 بهدف الوصول إلى 23220، مما يعني 400 نقطة بصفقة حجمها لوت ونصف، حيث تكون قيمة كل نقطة 15 دولارًا. توقعت أرباحًا تصل إلى 6000 دولار، خاصة وأنها كانت مضمونة بنسبة 95% وفقًا لمحلل مشهور.
لكن هنا كانت الصدمة الحقيقية: بدلاً من الانخفاض، استمر الداو جونز في الصعود محققًا قمة جديدة عند 23820!وهنا كان السؤال الصادم: "ما الذي حدث للأرباح؟"
الإجابة كانت واضحة: الحساب تمرجن!
كانت هذه أول مرة أعرف فيها معنى "تمرجن الحساب"، وفجأة تبخرت كل الأموال التي أودعتها. كان موقفًا صعبًا للغاية، أن تجد نفسك فجأة قد خسرت كل شيء تقريبًا في لحظة واحدة، بعد أن كنت تتوقع أن تحقق أرباحًا كبيرة.
بعد هذه الخسارة الكبيرة، أدركت أن التداول ليس بالسهولة التي يبدو عليها، وأن الأرباح السريعة قد تكون مضللة. كان علي أن أتعلم من هذا الخطأ الكبير.
قررت أن أعوض ما خسرته، فجمعت مبلغًا جديدًا وأودعت 1000 دولار هذه المرة وضعت كل جهدي لتأمين المبلغ وخلال شهرين كنت مستعدًا للدخول في صفقة جديدة لتعويض الخسائر.
بعد التفكير والتحليل، قررت أن أغير استراتيجيتي في التداول. كان من الواضح أن استراتيجيتي السابقة كانت تفتقر إلى إدارة المخاطر الجيدة والانضباط. لذا، وضعت خطة جديدة تضمنت:
بدأت في تحسين مهاراتي في التحليل الفني وفهم السوق بشكل أفضل من خلال القراءة، الدراسة، والممارسة.
التحليل الفني أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجيتي في التداول. بدأت باستخدام مؤشرات فنية بسيطة لكنها فعالة، ومن بينها:
تعلمت أن الاعتماد على مؤشرات قليلة لكنها مفهومة أفضل من استخدام العديد من الأدوات التي تسبب التشويش في التحليل.
بعد تطبيق استراتيجيتي الجديدة، عدت إلى السوق وبدأت بتحقيق أرباح جيدة. تمكنت من تعويض خسائري وبدأت في تحقيق استقرار مالي في التداول.
ما زلت أتداول على الداوجونز، حيث أربح في بعض الأيام وأخسر في أخرى، لكنني الآن أفهم أن التداول يحتاج إلى إدارة جيدة، وصبر، وانضباط.
من خلال تجربتي مع التداول، تعلمت عدة دروس مهمة، ومنها:
للمبتدئين، إليك بعض النصائح المهمة عند دخول سوق الداو جونز:
التداول على مؤشر الداو جونز هو تجربة غنية بالتحديات والفرص. تعلمت من خلال تجربتي أن النجاح لا يأتي من الربح السريع، بل من التعلم المستمر والانضباط. بالرغم من خسائري في البداية، استطعت التعلم منها وتحويلها إلى نقاط قوة.إذا كنت تفكر في دخول عالم التداول، فكن مستعدًا للتعلم والتكيف مع السوق. النجاح يأتي من الصبر، الالتزام، وإدارة المخاطر بحكمة.